الأعداد السابقة

نفثة عذاب

نجيب التركي

تسنى لك الغياب؛ فتح لك بابه!.

ما استطعت العثور على إحساس بالخجل في إغلاق ذلك الباب؟.

تكيفت والزمن على مغالبة الحب، كما لو أنه شيء جديد يخاف منه، ما بالك، تسعين وراء الكدر؟

ألم تسمعي ما قال ماركيز: خير الأصدقاء الصديق الميت.

لست بالصديق الذي يستحق الموت كي تكوني خيرة، أنت لي حياة لا يقتصر مداها على تصورك أننا خالدون دون حب.

وحده الغياب من تجرأ على تعكير الصفو، قلب موازين القلوب، أفرغ شحناته السالبة في جسدي، وأمضى مشرطه على تقرحات الحنين.

برحيلك تشرد الذهن، حاولت تجميع شتاتي، لملمت خطواتك في غيمة وردية، تندر علي من عرف البريق في عيني، وسخطت مني ذاتي حينما لم أقو على تحمل تبعات الرحيل.

كنت تهربين من الحب، وهو الحقيقة التي يجب علينا أن لا نخاف منها، هو الآمان في حد ذاته، شيفرة الديمومة لعاشقين ارتأيا أن السماء أقل مكان مناسب يمكنهما العيش فيه.

في البين قد قميص الأفكار، اضمحلت القريحة،

توقفت عن اجترار الكتابة، فكيف لي بإضفاء الدهشة دون التغلغل إلى أعماق الفرح.. أيتها السعادة.

ماذا لو بحث كل منا عن الموضع الذي تعفنت فيه العواطف، أما كان خيرا لنا من هذه المراهقة القدرية، أوليس الصواب في رد الاعتبار لقلبين ماعرفا قط حدود المسافات؟.

علينا أن نفقأ عيون المستحيل، نقطع حبال التمني، نكسر كرسي الانتظار، نعيش الحياة، فليس من بد أن الضرر لكلينا، وأن الجنة مغلقة حتى إشعار آخر.

 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني