الأعداد السابقة

إليها

بديع الزمان السلطان

إليها .. وقد أعمى فؤادي غيابُها

وأفقدني -عِشْقًا صوابي -صوابُها


ثقيلٌ عليَّ البُعدُ إذْ كان طبعَها

وأثقلُ مِن هذا الفراقِ عتابُها


وما حيلتي لو مالَ بي الدّربُ دُونَها

وأُغلِقَ في وجْهِ المسافاتِ بابُها؟


تبعثرني الذِّكْرى حروفَ قصيدةٍ

إذا عضّني في راحةِ القلبِ نابُها


وتسكبني الأشواقُ نصّاً مُضَرّجًا

إذا لاحَ لي في الباصِ سَهْوًا حجابُها


قرأتُ كتابَ الحبِّ حتى حفظتُهُ

فكيف بها استعصى عليَّ كتابُها؟


أمرُّ ببابِ الليلِ من دونِ موعدٍ

كأيِّ غريبٍ أنكرَتْهُ قبابُها


غريبًا بدُنيا الحبِّ من دون منزلٍ

تسيرُ بهِ الدنيا وتنأى شعابُها


أرى مِن على شَوْقينِ ماءَ وصالِها

وقد خانني من قبل هذاا سرابُها


أزمِّلُ بالشّوقِ القديمِ قصائدي

فينمو نخيلاً في جفوني ترابُها


إذا اخضَرَّ غُصنُ الوَردِ في حقْلِ حيِّنا

أقولُ هُنا مرَّتْ ومالتْ ثيابُها


ذَبُلْتُ وقوفاً عند أبوابِ لهفتي

وما أمطرَتْني باللّقاءِ سحابُها


لأنّا بعصرِ الإتّصالاتِ هاتفي

بريدُ انتظارٍ ما أتاهُ خطابُها


على صفحاتِ الفَيْسِ والوتسِ مُنهكاً

أجولُ وتجري في ضُلوعي حرابُها


أراجعُ ما أرسلتُ بالأمسِ متعباً

متى يا إلهي سوف يأتي جوابُها؟


تمرُّ بيَ السّاعاتُ جدّاً بطيئةً

فأحسبُ أعواماً فكيف حسابُها؟


وأدري بأنّي في هواها مُعذّبٌ

ولكنّهُ واللهِ حلْوٌ عذابُها

 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني