الأعداد السابقة

المرأة والإبداع

أمل المنصوب

قدمت المرأة عبر التاريخ إسهامات في العلوم والأدب والفن. حيث سجّل التاريخ مساهمات عديدة للمرأة في المجال الطبي، وفي عدد من حضارات العالم القديم، ففي مصر القديمة تعدّ (مريت بتاح) أقدم عالمة في تاريخ العلوم حيث ورد أنّها كتبت وصفة دوائية باعتبارها «رئيسة الأطباء».  وكانت هيباتيا السكندرية ابنة ثيون الإسكندري مديرةً لمكتبة الإسكندرية، وقد كتبت بعض النصوص في الهندسة والجبر وعلم الفلك وينسب إليها العديد من الاختراعات منها المكثاف والإسطرلاب وجهاز لتقطير الماء.


تعتبر (ماري كوري) أول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1903، وحصلت بعد ذلك مرة أخرى على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1911 وكانت الجائزتان لقاء عملها في مجال النشاط الإشعاعي. ماري كوري هي أول شخص يفوز بجائزتي نوبل في مجالين علميين مختلفين (الفيزياء والكيمياء). 40 امرأة حصلت على جائزة نوبل بين 1901 و 2010، منهنّ 16 حصلن على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب.

وفي الهند كانت النساء وحدهن من يصنع لوحات لآلهة الهندوس لحوالي ثلاثة آلاف سنة، وهو الفن الذي يعتبّر الجانب الأكثر نقاء من الحضارة الهندية.

وعندما نتحدث عن الإبداع من الناحية اللغوية فأنه؛  إنتاج شيء على غير نموذج سابق،  أما على المستوى الفلسفي فالإبداع إيجاد شيء من شيء،  أي تأليف شيء جديد من شيء سابق،  أما الإبداع الدائم،  فهو في نظر الفلاسفة الفعل الذي يبقى أثره في العالم ويحفظه.  وعندما نربط مفهوم الإبداع بالمرأة،  فنحن نتحدث عن مجتمع كامل،  لأن المرأة هي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر. تقول الدكتورة نوال السعداوي:  إن قلة عدد النِساء والفتيات المُهتمّات بعقولهن هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي ، وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة «ناقصة عقل» 

ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت مُنذُ الطفولة ، تخلق منها إمرأة تافهة . ومن هذه المقولة نعرف المشكلات التي تعيق إبداع المرأة في المجتمع، وتحيل من إبداعها و مشاركتها في تطور المجتمع وبناؤه، عوائق داخلية من الأسرة؛ التي تتحكم بشكل مباشر في تعليم الفتاة ونموها بشكل سليم،  أو منعها من التعليم وفرض أعباء المنزل من تنظيف وطبخ وهي مازالت صغيرة. أو أن تجبر الفتاة على الزواج قبل إنهاء تعليمها.  لذا فأن الأسرة هي المحرك الفعال؛  بل الرئيسي لإبداع المرأة. ونجاحها منذ طفولتها حتى تصبح بالغة. وهي أيضا المسؤول عن حرمانها من سبل تكوين شخصيتها وتطورها بشكل سليم يخدمها والمجتمع. وهناك أيضا عوائق اجتماعية خارجية مرتبطة بالعادات مثل؛  ثقافة العيب، التي تجعل المرأة خلف الرجل دائما،  تابعة له في كل قرارتها ومعتمدة عليه.  يزرع المجتمع بداخلها فكرة النقص وأن رأيها في الحياة غير مهم أو هامش لا قيمة له.

وللتخلص من تلك العوائق الداخلية والخارجية  التي تحيل من إبداع المرأة في المجتمع،  نحتاج إلى: 

-الوعي. وعي المرأة أولا في حقوقها وأنها لا تقل قيمة عن الرجل في الإبداع، ووعي المجتمع بأهمية تعليم المرأة وتكوين شخصيتها المستقلة منذ طفولتها.

- تعزيز ثقتها المفقودة، والتي تستمدها من الأسرة أولا، التي تمنحنها القدرة على مواجهة التحديات في المجتمع وإتخاذ قرارتها بشكل مستقل غير معتمدة على أحد. وقد نجد أن أغلب النساء تكتفي  بترك الإبداع للرجل، الذي تمنحه الحب والرعاية في البيت كزوجة، أم،  أو أبنة. بسبب ضغوطات المجتمع عليها، ورغم ذلك فهي تساهم بطريقة غير مباشرة في نجاح الرجل. يقول شكسبير:  أيتُها المرأة أنتِ كوكب يَستنير به الرجل، ومن غيرك يَبيت في الظلام الأبدي. لذا فأن نجاح الرجل قائم على ذاته بينما يكمن نجاح المرأة بالمحيط بما حولها يقول توفيق الحكيم: ‏إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات.

 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني