الأعداد السابقة

معقم الباب - ليالي رمضان.. أوقات للثقافة أيضاً

رئيس التحرير - زباد القحم

أثَّرتْ الدراما الرمضانية خلال العقود الماضية تأثيرا واضحا في وعي الأجيال التي تابعتها (في وعي وذائقة الجمهور وفي وعي وذائقة النخبة) وكان الثراء الإعلامي خلال الموسم الرمضاني واحداً من أهم ما ميز رمضان ومن أهم ما وسم الذكريات الرمضانية ويندر ان نجد واحداً من تلك الاجيال التي تابعت الدراما التاريخية في رمضان وتعلقت بها وهو لا يعرف ابرز وجوهها وبالذات وجوه الدراما المصرية، وفي مقدمتهم: عبد الله غيث، أحمد ماهر، أمينة رزق، وحمدي غيث، وعبد الرحمن أبو زهرة، وحسين الشربيني، وإحسان القلعاوي، وأشرف عبد الغفور، ومن أبرز تأثيرات تلك الأعمال الدرامية أنها أعادت اللغة العربية الفصحى إلى الواجهة وأدخلتها إلى البيت العربي بطريقة محبوبة وممتعة، وأوجدت الكثير من المحبين والعشاق للعودة إلى التحدث بالفصحى، وقدمت خطاباً موحداً للمشاهد العربي في مختلف الاقطار، وساعدت على وجود أعداد من القادرين على التحدث باللغة الفصحى، والإلقاء المتميز، كما قدمت الدراما السورية أيضاً في مرحلة لاحقة أعمالاً مميزة، ومن نجومها: هاني الروماني، وأسعد فضة، وعبد الرحمن آل رشي، ومنى واصف، وأيمن زيدان، وأمل عرفة، وعابد فهد، وسلوم حداد، وملاحظ أن الخارطة الدرامية العربية أصبحت شيئاً فشيئاً تفتقر إلى وجود هذه المواد المهمة.. ضاقت مساحة الدراما التاريخية لصالح برامج الكاميرا الخفية والمقالب والترفيه الخفيف الذي وإن كان مطلوباً إلا أنه يفترض ان لا يكون توسعه على حساب أجمل ملامح الموسم الإعلامي في رمضان.


 وخارج موضوع الدراما فإن ليالي رمضان موسم مهم للقراءة والمطالعة، وهي أوقات مفضلة عند الكثير من الكتاب والمؤلفين ليقوموا فيها بالكتابة، وإنجاز الأعمال الأدبية، ورمضان معلم زمني مهم في حياه الشعوب المسلمة، وقد أنتج ثقافة رمضان الواضحة وطقوسه وتأثيراته، وقد تقاربت هذه الطقوس في عدد من البلدان العربية بسبب الانفتاح الإعلامي والتطور ومنها مدفع رمضان، وقناديل رمضان، والألعاب المسائية المختلفة، والزيارات، والدعوات، والولائم، وإقامة الحضرات.


وفي أيام رمضان يصدر هذا العدد الجديد من مجلة إل مقه الصادرة عن نادي القصة اليمني وكالعادة ملتزمون بتقديم مواضيع ثقافية مختلفة، ومتعلقة بالثقافة اليمنية والعربية.. في مقدمة مواد هذا العدد حوار جديد وخاص أجرته الإعلامية عبير محسن مع الكاتب والروائي الكبير وجدي الأهدل يتناول الأجزاء المهمة من الثقافة اليمنية وعدداً من التفاصيل في تجربته الكتابية، وهموم الأدب اليمني كما يحوي العدد ملفاً عن مواكبة الكتابة الأدبية لكارثة فيروس كورونا الذي غزا العالم ويبدو أن ظهوره سيؤدي إلى تغييرات مهمة في الحياة، وفي العدد أيضاً -كالعادة- مجموعة متنوعة ومميزة من النصوص الأدبية في الشعر والقصة والنصوص المفتوحة ومقالات نقدية ومواد ثقافية عامة. 


كما يكتب الصحفي الشاب عبد القادر عثمان عن السينما اليمنية الجديدة (السينما في مواجهة الحرب) من خلال فيلم عشرة أيام قبل الزفة، للمخرج عمرو جمال وتكتب الأديبة التونسية فاطمة بن محمود عن الرواية اليمنية الجديدة (مسامرة الموتى) للروائي الكبير/ الغربي عمران رئيس نادي القصة اليمني والذي بدوره يكتب عموده (الحرف الاخير).

 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني