قواعد العشق الأربعون

حين تلامس مزيجاً من العادات والثقافات في صفحات رواية أدبية فاعلم أن قلم أليف شافق ترك أثره في هذه الصفحات .

قواعد العشق الأربعون رواية للكاتبة أليف شافاق تناولت موضوع الصوفية رواية كتبت بمزيج من الماضي والحاضر.

تدور أحداث الرواية في زمنين مختلفين الزمن الأول عام ٢٠٠٨في الولايات المتحدة الأمريكي:

أيلا امرأة بلغت الأربعين من عمرها تعيش حياة تقليدية مع زوجها، بدأت تشعر باليأس والاكتئاب ودوامة من الحياة الروتينية و زوجها مشغول عنها بامرأة أخرى،

تعمل أيلا في دار نشر تكلفها في مهمة كتابة تقرير عن رواية بعنوان الكفر الحلو لكاتبها عزيز.

تقلب الرواية حياة أيلا رأسا على عقب وتغرم بأبطال الرواية الذين هم من زمن ومكان مختلفين حتى أنهم مختلفي الدين والثقافة.

أما الزمن الثاني فهو زمن رواية الكفر الحلو، بشخوصها وأحداثها تناولت هذه الأحداث قصة لقاء جلال الدين الرومي بشمس التبريزي وتأثير كل منهم على الآخر.

جلال الدين الرومي الإمام الفقيه يلتقي عام ١٢٤٤ بشمس التبريزي الدرويش الجوال ذي التصرفات الغريبة والآراء الهرطقة.

كان هذا اللقاء بداية لصداقة فريدة متينة شبهها الصوفيون في القرون التالية باتحاد محيطين اثنين.

شمس الدين التبريزي صاحب قواعد العشق الأربعون ينفرد بجلال الدين الرومي لتعليمه هذه القواعد، وتحوّل بعدها الآخر من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش بالعاطفة، و صوفي ملتزم، و داعية إلى الحب،

و تحرر من جميع القواعد و القيود التقليدية، دعا إلى روحانية عالمية شاملة مشّرعاً أبوابه أمام جميع الناس من مختلف المشارب والخلفيات.

تعرّض جلال الدين الرومي لهجوم شديد من محيطه نتيجة علاقته بشمس التبريزي، الذي أراد أن يبعد عنه الجاه والسمعة الطيبة في الدنيا ليصل للعشق الإلهي العميق إقرأ رواية موت صغير

ليكون هو ذاته وليس كما يحب أن يراه محيطه

فيطلب منه ممارسة أشياء مخالفة للشريعة الإسلامية، كشرب الخمر والنزول إلى الحانات ليعاشر الناس الذين يختلفون عنه ويصل لأعلى مراحل الصوفية الذي تؤمن بمبدأ ” الطرائق إلى الله تتعدد بتعدد الخلائق”.

نعود إلى أيلا

دهم الحب أيلا بغتةً و بعنفٍ، كما لو أن أحداً ألقى حجراً من مكان ما في بركة حياة أيلا، لم يكونا يعيشان في المدينة نفسها و لا حتى في القارة نفسها،

كما أنهما كانا مختلفين اختلاف الليل والنهار.

لكن ذلك حدث فعلا بسرعة كبيرة لم يتح لأيلا فيه أن تدرك حقيقة ما يجري وان تحذر من الحب.

قواعد العشق الأربعون رواية صوفية تنادي بتقبل الآخر،

بوحدة الإنسانية، وبوحدة الأديان فهذه الرواية تعبر عن شخصية كاتبتها،

ففي مقابلةٍ لها على قناة بي بي سي عربي صرحت باهتمامها بالفلسفة الصوفية في جميع الأديان اليهودية، المسيحية، والإسلامية.

ولا ترى أليف شافاق الصوفية هي بالضرورة التدين من وجهة نظرها،

ترى أن الصوفية هي رحلة في سبر غور الذات إنها طريقة التواصل والاتصال بين الناس،فتسعى للمساواة بينهم .

فالصوفي الحقيقي يؤمن بأنه لا يحق له بأن يحكم على غيره من الناس لأن ما سينتقده في الآخرين موجود في داخله أصلا.