
العزلة والكتابة
ربما الموجع أنها فترات مليئة بالإشكاليات الاقتصادية التي تترك آثاراً سلبية على الطبقات العاملة بسبب انقطاعها عن أعمالها، الكتاب والكاتبات والمؤلفون والمؤلفات ينتمون وينتمين في الغالب لطبقات عاملة متأثرة بهذا الوضع الصعب، تصبح هذه الفترة فترة معاناة -من النوع الذي لا يولد الإبداع- وهم يجدون الكثير من المتاعب في سبيل توفير لقمة العيش الكريمة في ظل انقطاع الأعمال وعدم وجود أي موارد أخرى، و هذه لا حل لها إلا الصبر، وحتى تتحسن الأمزجة بحيث تساعد على استئناف الكتابة، فإن المبدع يحتاج إلى أن يحافظ على صحته النفسية، كنوع من تخفيف الخسائر، وأن يقنع نفسه بأنه في فترة عزلة اختيارية إبداعية، سوف تكون مفيدة له إذا أدارها بشكل جيد، ولعل ما ينجزه من الكتابة يكون معيناً له في قادم الأيام على تحسين وضعه بطريقة ما، وهذا الاقتناع سيخفف من ألم الابتعاد عن الجو الاجتماعي فالإنسان اجتماعي بطبعه، و هذه الفترة مهما طالت ستنتهي، نتمنى للجميع السلامة فيها، ومن سلم فإنه سيستأنف حياته، والمبدع لا يموت، وها نحن نحاول أن نقطف من شجرة الإبداع المستمرة في الإثمار بعضَ ثمارها، هذه الشجرة وارفة وخيرة ومباركة، وهي رغم ظروف هذه الفترة لا زالت محملة بالجمال ولا زال المبدعون والمبدعات في إنجاز مستمر تدل عليه مواد هذا العدد من مجلة (إل مقه).